السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أغرب ما قرأت اليوم
ليس عجيبًا أن يستوطن الحب قلب بشر أيًا كان حاله وعمره وموطنه وجنسه ومهما بلغ من الورع والتقى والعفاف , وقد أنشد الشاعر المبدع علي با كثير على لسان أحد الزهاد يرد على من استكثر عليه أن يحب :
قالوا أحب القسُ سلامة .......... وهو التقي الورع الطاهر !
كأنما لم يدر طعم الهوى ......... والحب إلا الفاسق الفاجر
يا قوم لي كبد تهفو كأكبا ...........دكم وفؤاد مثلكم شاعر
ولكن العجيب أن تتجاوز لغة القلوب وهمس الأرواح البشر إلى النباتات! فقد أثبت العلم أن الحب يحكم عالم النبات كما يحكم عالم البشر ... بل وقد يصل الهيام والعشق ببعض النباتات إلى حد الجنون والانتحار , وقديمًا روي عن أرسطو قوله : "إن للنبات روحاً، ولكنه لا يحس ولا يشعر". وتهافت هذا الرأي بإعلان عالم النبات الأبرز كارل فون ليني، أن النبات يختلف عن الإنسان والحيوان فقط في عدم قدرته على الحركة"!
أشجار تزدهر وتورق وتنمو إذا قرب الحبيب ورضي , وأخرى تجف وتذوي أوراقها عند بُعد الحبيب أو موته !
بالحب ينمو النبات ويتكاثر... وبالكراهية تتولد الحروب بين النباتات ويكون الموت هو ضريبة الكره!
إن الحب والكراهية درجات في حياة النبات , فلغة الأوراق هي المعيار الأول في درجات الحب النباتي , وعندما يشتد العشق بالنبات يترجم على شكل إفرازات كيميائية , ففي حالة القبول والحب تؤثر الإفرازات على النمو وفي حالة الرفض والكره والتنافر تستحيل تلك الإفرازات إلى قوة فتك وقتل وانتقام !
من المشاهد أن البشر يعبرون عن حبهم بلغة العيون ونبضات القلوب وسهر الليالي , أما التعبير عن الحب في عالم النبات فهو آهة ورقة لفرع , وهمس ثمرة لجذع , والتفاف غصن على آخر .
وقد كشفت دراسات غربية عن أدلة مؤكدة تفيد بأن النبات يستطيع التعرف على النباتات المقربة إليه والنباتات البعيدة عنه , والغريب أنه يتعرف على فصيلته ويقدم لهم معاملة خاصة , والأكثر غرابة أن هذا النبات إذا اكتشف أي نبات غريب يجاوره فإنه لا يقدم له أي عون بل يحاول بكل قسوة منع الغذاء عنه بسحب جذوره.
وكحياة الإنسان نجد في حياة النبات معاهدات سلام وقصص حب , وكذلك نجد العداوات والخصومات بينه !
ومن علاقات الحب بين النباتات قصة العشق الخالدة بين العنب والزيتون ... فالعنب يحب الزيتون حباً خالصًا دون مطامع ولسان حاله يقول :
أنت النعيم لقلبي و العذاب له ..... فما أمرّك في قلبي و أحلاك .
أما الزيتون يرتبط به ارتباطاً (براغماتيًا )غائياً للمنافع يتحصل عليها منه ,
وعلى عكس تلك العلاقة الودودة نجد أن العنب يتخذ موقفاً عدائياً من الجرجير والفجل ومهما بذلا من محاولات للتقرب إليه ولسانه حاله يقول:
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم ........ وأنا المسافر و القلب مقيم.
أما أشهر قصص الحب والهيام في حياة النباتات فقصة النارنج مع الياسمين , وكذلك التفاح والكمثرى اللذان تقاسما الصفاء حيث يألف كل منهما الآخر ويخالصه الود، ومن أشهر العداوات في عالم النبات عداوة أبناء العمومة العدس والفول .
إذن فإن عالم النباتات ليس مجرداً من الإحساسات والعواطف كما كنا نظنه .. إنه عالم ينبض الحياة وينضح بالمشاعر , ومن الجميل أن يستفاد من طبيعة تلك العلاقات من أجل حياة أجمل لنا وله .
ومضة قلم:
لولا الحب ما التف الغصن على الغصن في الغابة النائية
..و لا عطفت الظبية على الطلا في الكناس البعيد ..
و لا حنا الجبل على الجبل في الوادي المنعزل ..
و لا أمد الينبوع الجدول الساعي نحو البحر ..
و لولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض ..
و لا ضحكت الأرض بزهر الربيع ..
و لا كانت الحياة !
من أغرب ما قرأت اليوم
ليس عجيبًا أن يستوطن الحب قلب بشر أيًا كان حاله وعمره وموطنه وجنسه ومهما بلغ من الورع والتقى والعفاف , وقد أنشد الشاعر المبدع علي با كثير على لسان أحد الزهاد يرد على من استكثر عليه أن يحب :
قالوا أحب القسُ سلامة .......... وهو التقي الورع الطاهر !
كأنما لم يدر طعم الهوى ......... والحب إلا الفاسق الفاجر
يا قوم لي كبد تهفو كأكبا ...........دكم وفؤاد مثلكم شاعر
ولكن العجيب أن تتجاوز لغة القلوب وهمس الأرواح البشر إلى النباتات! فقد أثبت العلم أن الحب يحكم عالم النبات كما يحكم عالم البشر ... بل وقد يصل الهيام والعشق ببعض النباتات إلى حد الجنون والانتحار , وقديمًا روي عن أرسطو قوله : "إن للنبات روحاً، ولكنه لا يحس ولا يشعر". وتهافت هذا الرأي بإعلان عالم النبات الأبرز كارل فون ليني، أن النبات يختلف عن الإنسان والحيوان فقط في عدم قدرته على الحركة"!
أشجار تزدهر وتورق وتنمو إذا قرب الحبيب ورضي , وأخرى تجف وتذوي أوراقها عند بُعد الحبيب أو موته !
بالحب ينمو النبات ويتكاثر... وبالكراهية تتولد الحروب بين النباتات ويكون الموت هو ضريبة الكره!
إن الحب والكراهية درجات في حياة النبات , فلغة الأوراق هي المعيار الأول في درجات الحب النباتي , وعندما يشتد العشق بالنبات يترجم على شكل إفرازات كيميائية , ففي حالة القبول والحب تؤثر الإفرازات على النمو وفي حالة الرفض والكره والتنافر تستحيل تلك الإفرازات إلى قوة فتك وقتل وانتقام !
من المشاهد أن البشر يعبرون عن حبهم بلغة العيون ونبضات القلوب وسهر الليالي , أما التعبير عن الحب في عالم النبات فهو آهة ورقة لفرع , وهمس ثمرة لجذع , والتفاف غصن على آخر .
وقد كشفت دراسات غربية عن أدلة مؤكدة تفيد بأن النبات يستطيع التعرف على النباتات المقربة إليه والنباتات البعيدة عنه , والغريب أنه يتعرف على فصيلته ويقدم لهم معاملة خاصة , والأكثر غرابة أن هذا النبات إذا اكتشف أي نبات غريب يجاوره فإنه لا يقدم له أي عون بل يحاول بكل قسوة منع الغذاء عنه بسحب جذوره.
وكحياة الإنسان نجد في حياة النبات معاهدات سلام وقصص حب , وكذلك نجد العداوات والخصومات بينه !
ومن علاقات الحب بين النباتات قصة العشق الخالدة بين العنب والزيتون ... فالعنب يحب الزيتون حباً خالصًا دون مطامع ولسان حاله يقول :
أنت النعيم لقلبي و العذاب له ..... فما أمرّك في قلبي و أحلاك .
أما الزيتون يرتبط به ارتباطاً (براغماتيًا )غائياً للمنافع يتحصل عليها منه ,
وعلى عكس تلك العلاقة الودودة نجد أن العنب يتخذ موقفاً عدائياً من الجرجير والفجل ومهما بذلا من محاولات للتقرب إليه ولسانه حاله يقول:
قل للأحبة كيف أنعم بعدكم ........ وأنا المسافر و القلب مقيم.
أما أشهر قصص الحب والهيام في حياة النباتات فقصة النارنج مع الياسمين , وكذلك التفاح والكمثرى اللذان تقاسما الصفاء حيث يألف كل منهما الآخر ويخالصه الود، ومن أشهر العداوات في عالم النبات عداوة أبناء العمومة العدس والفول .
إذن فإن عالم النباتات ليس مجرداً من الإحساسات والعواطف كما كنا نظنه .. إنه عالم ينبض الحياة وينضح بالمشاعر , ومن الجميل أن يستفاد من طبيعة تلك العلاقات من أجل حياة أجمل لنا وله .
ومضة قلم:
لولا الحب ما التف الغصن على الغصن في الغابة النائية
..و لا عطفت الظبية على الطلا في الكناس البعيد ..
و لا حنا الجبل على الجبل في الوادي المنعزل ..
و لا أمد الينبوع الجدول الساعي نحو البحر ..
و لولا الحب ما بكى الغمام لجدب الأرض ..
و لا ضحكت الأرض بزهر الربيع ..
و لا كانت الحياة !