منتدي السحاري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي السحاري

حد الصحاري

قصة المريضان 2
شعارنا: نسعي لنتطور.نتطورلنرقي ونسمو إذايجب أن نطمح إنه الطموح    
يقول الأديب والعالم الفيزيائي الدكتور أحمد زكي «ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة، وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة، والعقول قد تخمد من تعب، ويكاد يغلبها النوم، حتى إذا قلت قصة ذهب النوم، واستيقظت العقول، وأرهفت الآذان... وهانحن نختار لكم أروع القصص فأرجوا أن تستمتعوا وتستفيدوا

أهلا وسهلا بك في منتديات السحاري منتدي لكل الأجيال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قصة المريضان

    مصطفى
    مصطفى
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 388
    نقاط : 16535
    التصويت : 8
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 35
    الموقع : bm1988@yahoo.fr

    قصة المريضان Empty قصة المريضان

    مُساهمة من طرف مصطفى الإثنين 25 أكتوبر 2010, 16:37

    في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هَرِمَيْن في غرفةواحدة.
    كلاهما معه مرض عضال.
    أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدةساعة يوميا بعد العصر. ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة فيالغرفة.
    أما الآخر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت كان المريضانيقضيان وقتهما في الكلام،دون أن يرى أحدهما الآخر، لأن كلاً منهما كان مستلقياً علىظهره ناظراً إلى السقف
    تحدثا عن أهليهما، وعن بيتيهما، وعن حياتهما، وعن كل شيءوفي كل يوم بعد العصر، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب، وينظر فيالنافذة، ويصف لصاحبه العالم الخارجي.
    وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرهاالأول،لأنها تجعل حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة فيالخارج:
    (( ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط.
    والأولاد صنعوازوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء.
    وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة.
    والجميع يتمشى حول حافة البحيرة.
    وهناكآخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة.
    ومنظر السماءكان بديعاً يسر الناظرين))
    فيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهوللهذا الوصف الدقيق الرائع.
    ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى.

    وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكرياً.
    ورغم أنهلم يسمع عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال وصف صاحبهلها.
    ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه.
    وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها، فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل.
    ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهيتطلب المساعدة لإخراجه من الغرفة.
    فحزن على صاحبه أشد الحزن.
    وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة.
    ولما لم يكن هنا كمانع فقد أجابت طلبه.
    ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كانيتحفه به صاحبها تنتحب لفقده.
    ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة.
    وتحامل على نفسه وهو يتألم،ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ،ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالمالخارجي.
    وهنا كانت المفاجأة.
    لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى،فقد كانت النافذة على ساحة داخلية.!!
    نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذةالتي كان صاحبه ينظر من خلالها
    فأجابت إنها هي فالغرفة ليس فيها سوى نافذةواحدة.
    ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كانيصفه له.
    كان تعجب الممرضة أكبر،إذ قالت له:
    ولكن المتوفى كان أعمى، ولم يكنيرى حتى هذا الجدار الأصم،
    ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت

    م ن و ق ل

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 09:47