حكمة العجوز
--------------------------------------------------------------------------------
يُحكى بأنه كان هنالك رجل شيخ طاعن في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم
فسأله صديقهُ: وممّ هذا الألم الذي تشكو منه
؟
قال الشيخ: لَديّ صقران - يتوجب عليّ كل يوم أن أروّضهما....
وأرنبان - يتوجب عليّ أن أحرسهما من الجَري إلى الخارج ...
ونسران - يتوجب عليّ أن أدربهما وأقوّيهما....
وحَيّة - علىّ أن أحترسَ منها دائما ....
وأسد - عليّ أن أحفظه دائماً مقيداً في قفصه ...
ومريض - عليّ أن أعتنيَ به.
فقال الصديق مستغرباً : ما هذا كله ؟ لا بد أنك تمزح ! لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعي كل ذلك وحده.
قال الرجل الشيخ: إنني لا أمزح وما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة :
الصقران هما عيناي وعليّ أن أروّضَهما باجتهاد ونشاط على النظر إلى الحلال وأمنعَهما عن الحرام..
والأرنبان هما قدماي وعليّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة
والصقران هما يداي وعليّ أن أدربهما على العمل حتى تُمِداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين
والحية هي لساني الذي عليّ أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام مشين معيب حرام
والأسد هو قلبي الذي توجد لي معه حرب مستمرة وعليّ أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة، لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله
أما الرجُل المريض فهو جسدي كلُّه الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
إن هذا العمل اليومي المتقن يستنفذ عافيتي كما ترى
وإن من أعظم الأمور أن تضبط نفسك فلا تدع أي شخص آخر محيط بك أن يدفعك لغير ما ترغب أو تقتنع به -
لا تدَع أيّا من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك
ثم اختتم العجوز كلامه قائلا :
لا يوجد أعظم ممّا خلقنا الله لأجله وهو أن تكون عبداً له سبحانه وملِكاً
على نفسك
--------------------------------------------------------------------------------
يُحكى بأنه كان هنالك رجل شيخ طاعن في السن يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية كل يوم
فسأله صديقهُ: وممّ هذا الألم الذي تشكو منه
؟
قال الشيخ: لَديّ صقران - يتوجب عليّ كل يوم أن أروّضهما....
وأرنبان - يتوجب عليّ أن أحرسهما من الجَري إلى الخارج ...
ونسران - يتوجب عليّ أن أدربهما وأقوّيهما....
وحَيّة - علىّ أن أحترسَ منها دائما ....
وأسد - عليّ أن أحفظه دائماً مقيداً في قفصه ...
ومريض - عليّ أن أعتنيَ به.
فقال الصديق مستغرباً : ما هذا كله ؟ لا بد أنك تمزح ! لأنه حقا لا يمكن لإنسان أن يراعي كل ذلك وحده.
قال الرجل الشيخ: إنني لا أمزح وما أقوله لك هو الحقيقة المحزنة :
الصقران هما عيناي وعليّ أن أروّضَهما باجتهاد ونشاط على النظر إلى الحلال وأمنعَهما عن الحرام..
والأرنبان هما قدماي وعليّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طريق الخطيئة
والصقران هما يداي وعليّ أن أدربهما على العمل حتى تُمِداني بما أحتاج إليه وأستخدمهما في الحلال ومساعدة الآخرين
والحية هي لساني الذي عليّ أن أحاصره وألجمه باستمرار حتى لا ينطق بكلام مشين معيب حرام
والأسد هو قلبي الذي توجد لي معه حرب مستمرة وعليّ أن أحفظه دائماً مقيداً كي لا يفلت مني فتخرج منه أمور مشينة شريرة، لأن بصلاحه صلاح الجسد كله وبفساده يفسد الجسد كله
أما الرجُل المريض فهو جسدي كلُّه الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي وعنايتي وانتباهي
إن هذا العمل اليومي المتقن يستنفذ عافيتي كما ترى
وإن من أعظم الأمور أن تضبط نفسك فلا تدع أي شخص آخر محيط بك أن يدفعك لغير ما ترغب أو تقتنع به -
لا تدَع أيّا من نزواتك وضعفك وشهواتك تقهرك وتتسلط عليك
ثم اختتم العجوز كلامه قائلا :
لا يوجد أعظم ممّا خلقنا الله لأجله وهو أن تكون عبداً له سبحانه وملِكاً
على نفسك