جاء الربيع
جاء الربيع بحسْنه يتبخْترُ
وازْهرَّت الدنيا بحسنٍ يُزهِرُ
وتفتحتْ شمسُ السماء كأنها
وحْيٌ يُنير قلوبَنا ويُكبرُ
تعلو أشعتُها السماء وتُرفَع
يغزو السماءَ شعاعُها ويُنورُ
والنور في كل الحقول مُذَهَّبٌ
ترنو اليعاسِبُ حوله وتُعبرُ
جاءت رياح الياسمين تزُفُنا
في عرس كوكبنا الجميل تبَشِّرُ
والباسقاتُ تمايلت وكأنها
لَمَسَ الجمالُ حياءَها فَتَغَيَّرُ
يتلألأ العُصفور في جنباتِها
كالنجم في أفْق السماء يُدوَّرُ
والشَّعرُ يترك رأسها متسلسلاً
لعب الرياحُ بطرْفه فيُمطَّرُ
شَعرٌ يرف على الفؤاد كأنه
شِعرٌ مُبحْترُ بالربيع معطَرُ
يتراقصُ العصفور فوق شُعُرِها
يترنَّمُ التغريدُ بعدُ يُعَصْفرُ
والزهرُ من حولي تراقص فرحةً
وسط الحقول كأنه مُتبخْتر
ورمت زُهيرةُ حقلنا بجمالها
كل الزهور فأجملت وتَعرعرُ
وسنابلُ البُرِّ الجميل تمايلت
رقصت يُغَازلها الجمال تخَضَّرُ
وجداولُ الأمواه تجري سرعةً
خفَّ الربيعُ مياهها فتُزمْجر
وتجيءُ ترشُفُها الحقول من الموا
ت وقبل كانت في الحقول تُمطِّرُ
كثُر الغناء وإنه لمُحرَّمٌ
جاء الربيع أحلَّـه فنُكثِّرُ
ليلُ الربيع يجِيئُنا فنعيشُه
ليلاً من الجنات لا يتغيَّرُ
ليلٌ تراه مع النجوم تخالُه
ليلاَ من الأفراح فيه مُنوَّرُ
سطعت كواشفُ ضوئه في ليلهِ
صارت ليالي الحب فيه تُنَهَّرُ
يا صاحبيَّ ذراني إني هاهنا
أخذ الربيع فؤاديَ أتصوَّرُ
أخذ الربيع فؤاديَ كحمامةٍ
أخذ لفؤادَ حبيبُها فسنَنْظرُ
محمد متولي حسين