كعادتها كل عشية...
ذهبت إلى مُزَيِنة الشعرِ لتحصلَ على تسريحةٍ مناسبة ومغايرةٍ لتسريحة الليلة السابقة...
ثم عادتْ لشقتها الحقيرة الموجودة في عُلية إحدى المنازلٍ المترامية بين الازقة والأحياء المشبوهة..
وقفتْ طويلاً أمام دولابِ ملابسها الذي يحتوي شتى الملابسِ والألوانِ التي تُظْهر أكثر مما تَستر..
وقررتْ أخيراً ارتداء الفستان ذا اللونِ الأرجواني... ذاك الذي أهداه لها الحاج الزبير حين رافقته إلى منزله...
أمضت أمام المِرآة قرابة الساعة وهي تُكَحل العينين...وتلونُ الخدينِ...وتضعُ أحمر الشفاهِ ..
وما تلى ذلكَ أو سبقه من ماكياجٍ تتفنن في تنويع درجاتهِ حتى أن الناظرَ إليها قبل تلكَ الساعة وبعدها يحسبها إنسانةَ أخرى لربما قدمتْ من هولييودَ أو من بيفرلي هيلز..
ارتدت الحذاء ذا الكعبِ العالي بخفة... ثم المعطف الأسود...ورشت بعض العطر على أنحاء متفرقة من جسدها.. ثم حملت حقيبتها...
و ألقت على نفسها نظرة أخيرة وهي تلعن في داخلها ذاك الجمال الذي منحه الله لها... فعذبها به وجعلها أنثى أخرى تنضاف إلى لائحة من يقتاتون على أجسادهم...
وخرجتْ من شقتها كالعادة... في نفس الساعة... في العاشرة مساءاً...
في طريقها للشارع الرئيسي قابلها مجموعة من الشباب الصغار...قال لها أحدهم مازحاً "ونحن يا جميلة؟ ألا نستحقُ بعضاً من وقتكِ وجسدكِ؟"
اكتفت بتكشيرةٍ صغيرة... وإسراعٍ في وقع الخطى...
قابلتها أيضا جارتها أم تحسين... وبادلتها التحية...
قالت في نفسها وهي تتجاوز جارتها....التي ما كفت لحظة عن رمقها بنظراتٍ لها ألف معنى....
مجبرة لا بطلة أيتها الجارة...
وفري احتقاركِ لنفسك.. فيكفيني احتقاري أنا لنفسي...
تابعت السير إلى أن توقفت في مكانها المعهود على جنبات الشارع...
وهي لا زالت تحاور نفسها وتقول...
لولا ظروفي ما كنتُ لأتحمل كلماتِ أولئك المراهقين "البْرَاهْشْ"...ولا نظرات الجارة الساذجة...
حتى من أمنحهم جسدي.. وأحقق لهم المتعة التي تجعلهم يلامسون السماءَ.... أرى في أعماق أعينهم احتقاراً ما بعده احتقار....
آآآآآآآآآه...لولا ذاك اليوم الأسود الذي اغتصبني فيه أبي بعد أن كنت أظنه أنه "أبي" فقط... لما تغيرت حياتي تماماً... إلى جحيمٍ عنوانه الأبرز الاحتقار....
وما أشد البون بين الحياتين...
قاطع جنونَ التفكير الذي كانت تغوص في دوامته ... بوقُ سيارةِ التاكسي ... ركبت السيارة...وأشارت له إلى المكان الذي سيحملها إليه...
نظر إليها نفس النظرة... تلك التي رمقتها بها أم تحسين...ثم قال لها... إن شاء الله...
وصلت أخيرا... قبل الدخول تمنت أن يكون ضحيتها هذه المرةَ يملك سيارة...وألا تضطر للمشي على قدميها لمسافاتِ طويلة كما حدث لها البارحة ..
كالعادة... كل الأنظار موجهة إليها في الكازينو...
عشرات الأيادي تمتد لتلمسها ولم تستطع يدٌ إيقاظَ الشهوةِ الغافية فيها منذ سنينَ....
فكما تقول هي.... ممارسة الشيء تفقده متعته....
جلستْ على الكنبة... ترتشف كأسها...وتبحث بعينيها الواسعتين عن ضحيتها لهذا اليوم...
تقول في فلسفتها عن الرجال....
أنهم أنواع...... فالغني يبحث فقط عن الاستمتاع واللهوِ كيفما كان ثمن العاهرة...
العجوز... يبحث عمن توقظ فيه الفحولة التي أكل الدهر عليها وشرب...
الشاب الصغير... يبحث عن إثبات رجولته أمام زملائه كي يقولوا "لقد كبرتَ وصرتَ رجلاً".... وأمام زوجته المستقبلية حين سيملأها الإعجاب به لأنه "خبير في فنون الفراش"....
المتزوج... يبحث عن وجه آخر للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة... يبحث عما لم تعطه له زوجته "بنت الناس"....
الفقير... يبحث عن المتعة كيفما كانت دناءة وقباحة ووساخة العاهرة... المهم أن تقبل تلك الدراهم المتواضعة وتطفأ نيرانه لتلك الليلة...
والنوع المفضل لها كما تقول الغني....فعلى الأقل تحصل على شيءٍ ما مقابل كل ما تمنحه له.... المال....
لفت انتباهها أحد الداخلين...تبدو عليه ملامح الرفاهة والغنى....
توجهت إليه بسرعة قبل أن تخطفه إحدى زميلاتها.... وبدأت لعبتها كالعادة.... لعبة الإغواء...تلكَ التي حفظت تفاصيلها عن ظهر قلب....
تمت
ذهبت إلى مُزَيِنة الشعرِ لتحصلَ على تسريحةٍ مناسبة ومغايرةٍ لتسريحة الليلة السابقة...
ثم عادتْ لشقتها الحقيرة الموجودة في عُلية إحدى المنازلٍ المترامية بين الازقة والأحياء المشبوهة..
وقفتْ طويلاً أمام دولابِ ملابسها الذي يحتوي شتى الملابسِ والألوانِ التي تُظْهر أكثر مما تَستر..
وقررتْ أخيراً ارتداء الفستان ذا اللونِ الأرجواني... ذاك الذي أهداه لها الحاج الزبير حين رافقته إلى منزله...
أمضت أمام المِرآة قرابة الساعة وهي تُكَحل العينين...وتلونُ الخدينِ...وتضعُ أحمر الشفاهِ ..
وما تلى ذلكَ أو سبقه من ماكياجٍ تتفنن في تنويع درجاتهِ حتى أن الناظرَ إليها قبل تلكَ الساعة وبعدها يحسبها إنسانةَ أخرى لربما قدمتْ من هولييودَ أو من بيفرلي هيلز..
ارتدت الحذاء ذا الكعبِ العالي بخفة... ثم المعطف الأسود...ورشت بعض العطر على أنحاء متفرقة من جسدها.. ثم حملت حقيبتها...
و ألقت على نفسها نظرة أخيرة وهي تلعن في داخلها ذاك الجمال الذي منحه الله لها... فعذبها به وجعلها أنثى أخرى تنضاف إلى لائحة من يقتاتون على أجسادهم...
وخرجتْ من شقتها كالعادة... في نفس الساعة... في العاشرة مساءاً...
في طريقها للشارع الرئيسي قابلها مجموعة من الشباب الصغار...قال لها أحدهم مازحاً "ونحن يا جميلة؟ ألا نستحقُ بعضاً من وقتكِ وجسدكِ؟"
اكتفت بتكشيرةٍ صغيرة... وإسراعٍ في وقع الخطى...
قابلتها أيضا جارتها أم تحسين... وبادلتها التحية...
قالت في نفسها وهي تتجاوز جارتها....التي ما كفت لحظة عن رمقها بنظراتٍ لها ألف معنى....
مجبرة لا بطلة أيتها الجارة...
وفري احتقاركِ لنفسك.. فيكفيني احتقاري أنا لنفسي...
تابعت السير إلى أن توقفت في مكانها المعهود على جنبات الشارع...
وهي لا زالت تحاور نفسها وتقول...
لولا ظروفي ما كنتُ لأتحمل كلماتِ أولئك المراهقين "البْرَاهْشْ"...ولا نظرات الجارة الساذجة...
حتى من أمنحهم جسدي.. وأحقق لهم المتعة التي تجعلهم يلامسون السماءَ.... أرى في أعماق أعينهم احتقاراً ما بعده احتقار....
آآآآآآآآآه...لولا ذاك اليوم الأسود الذي اغتصبني فيه أبي بعد أن كنت أظنه أنه "أبي" فقط... لما تغيرت حياتي تماماً... إلى جحيمٍ عنوانه الأبرز الاحتقار....
وما أشد البون بين الحياتين...
قاطع جنونَ التفكير الذي كانت تغوص في دوامته ... بوقُ سيارةِ التاكسي ... ركبت السيارة...وأشارت له إلى المكان الذي سيحملها إليه...
نظر إليها نفس النظرة... تلك التي رمقتها بها أم تحسين...ثم قال لها... إن شاء الله...
وصلت أخيرا... قبل الدخول تمنت أن يكون ضحيتها هذه المرةَ يملك سيارة...وألا تضطر للمشي على قدميها لمسافاتِ طويلة كما حدث لها البارحة ..
كالعادة... كل الأنظار موجهة إليها في الكازينو...
عشرات الأيادي تمتد لتلمسها ولم تستطع يدٌ إيقاظَ الشهوةِ الغافية فيها منذ سنينَ....
فكما تقول هي.... ممارسة الشيء تفقده متعته....
جلستْ على الكنبة... ترتشف كأسها...وتبحث بعينيها الواسعتين عن ضحيتها لهذا اليوم...
تقول في فلسفتها عن الرجال....
أنهم أنواع...... فالغني يبحث فقط عن الاستمتاع واللهوِ كيفما كان ثمن العاهرة...
العجوز... يبحث عمن توقظ فيه الفحولة التي أكل الدهر عليها وشرب...
الشاب الصغير... يبحث عن إثبات رجولته أمام زملائه كي يقولوا "لقد كبرتَ وصرتَ رجلاً".... وأمام زوجته المستقبلية حين سيملأها الإعجاب به لأنه "خبير في فنون الفراش"....
المتزوج... يبحث عن وجه آخر للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة... يبحث عما لم تعطه له زوجته "بنت الناس"....
الفقير... يبحث عن المتعة كيفما كانت دناءة وقباحة ووساخة العاهرة... المهم أن تقبل تلك الدراهم المتواضعة وتطفأ نيرانه لتلك الليلة...
والنوع المفضل لها كما تقول الغني....فعلى الأقل تحصل على شيءٍ ما مقابل كل ما تمنحه له.... المال....
لفت انتباهها أحد الداخلين...تبدو عليه ملامح الرفاهة والغنى....
توجهت إليه بسرعة قبل أن تخطفه إحدى زميلاتها.... وبدأت لعبتها كالعادة.... لعبة الإغواء...تلكَ التي حفظت تفاصيلها عن ظهر قلب....
تمت