قصة الجزائر ونادي القرن العشرين .. تاريخ و خبايا علاقة ريال مدريد بالجزائر
من المؤكد أن الجمهور الجزائري و خاصة متتبعي كرة القدم يعرفون نادي ريال مدريد ( بالإسبانية : Madrid Club de Fútbol ( Real( نادي مدريد الملكي لكرة القدم )
هو فريق كرة قدم إسباني محترف يقع في العاصمة الإسبانية مدريد، تأسس عام 1902 و ينشط في الدوري الإسباني ( لا ليغا )، تم اختياره كأنجح فريق كرة قدم في القرن العشرين، وقد فاز بالدوري الإسباني 31 مرة (رقم قياسي)، و 17 مرة بكأس ملك إسبانيا ورقم قياسي بـ9 بطولات في دوري أبطال أوروبا ، كان ريال مدريد أحد الأعضاء المؤسسين للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في 21 ماي 1904 وهو أيضا أحد أعضاء G-14 للأندية القيادية في أوروبا، رابطة الأندية الأوروبية حاليا...
يحتضن ملعب سانتياغو برنابيو الواقع في العاصمة الإسبانية مدريد جميع مبارايات الريال الرسمية في حالة الإستقبال ،و يختلف النادي الملكي عن العديد من الأندية في العالم ، كونه ملك لأعضاء النادي ( الصوسيوس) (socios) الذين يسيرون أمور النادي باختيار رئيس ينوبهم في تسيير شؤون البيت الأبيض. في 23 ديسمبر 2000 ، اختارت الفيفا الفريق الإسباني ليكون "أفضل نادي في القرن العشرين". ويعتبر ريال مدريد أكبر نادي من حيث القاعدة الجماهيرية وذلك حسب دراسة لأحد أعرق الجامعات العالمية ( هارفارد 2007 ) و هو أغنى نادي في العالم حسب الميزانية السنوية.
زيدان أثبت قدرات اللاعب الجزائري
لكن ما يجهله معظم الجزائريين هو العلاقة التي تربط الريال بالجزائر، بطبيعة الحال ستتوجه أذهان القراء إلى اللاعب السابق للريال و المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان ذو الأصول الجزائرية الذي صنع أفراح الميرانغي طيلة 5 مواسم حصد فيها عدة ألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا في موسم 2001-2002 حيث كان له الفضل في التتويج القاري للنادي الملكي عندما أمضى أجمل هدف في تاريخ المنافسة أمام بايرن ليفركوزن في النهائي ليصنف كأفضل هدف سجله لاعب ريال مدريد لكل الأوقات، ويفتخر أنصار الفريق بزيدان كأحد أساطير النادي إلى جانب المجري بوشكاش و الأرجنتيني ديستيفانو، كما أنهم على دراية بأصوله الجزائرية و علاقته بموطنه الأصلي خاصة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها للجزائر و المساعدات المادية عن طريق الجمعيات الخيرية.
الريال لأول مرة في الجزائر عام 1966
في الحقيقة بدأت قصة الجزائر مع الريال 6 سنوات قبل ولادة زين الدين زيدان و تحديدا في عام 1966 عندما استضافت مدينة وهران دورة كروية دولية في إطار ودي في شهر مارس، شاركت فيها 4 فرق، فبالإضافة للمنتخب الوطني الجزائري استدعي كل من النادي الملكي للعاصمة الإسبانية مدريد و أف سي نونت الفرنسي و فاسكو دي غاما البرازيلي، عرفت الدورة منافسة كبيرة بين الفرق المشاركة و تمتعت الجماهير بعروض كروية راقية خاصة تلك التي قدمها فاسكو دا غاما بفضل فنيات لاعبيه و ريال مدريد أيضا أبهر الحضور بالطريقة التي كان يلعب بها رفقاء ( فرانتشيسكو خانتو ) اللاعب الأسطورة في تاريخ القلعة البيضاء، و توج النادي الملكي بلقب الدورة بعد تغلبه على نانت الفرنسي في اللقاء النهائي بهدف وحيد.
لكنه لم يواجه الخضر
لم تتاح الفرصة للمنتخب الجزائري أن يواجه عمالقة أوروبا في تلك الدورة بسبب الإقصاء في المباراة النصف النهائية أمام نادي نانت الفرنسي 0-2 يوم 30 مارس، بينما تأهل الميرانغي بصعوبة في نفس اليوم على حساب فاسكو دا غاما 1-0 ليلاقي نانت في النهائي وتكتفي الجزائر بالإنهزام في اللقاء الترتيبي أمام فاسكو في 31 مارس 1966 و تتأجل أول مواجهة جزائرية أمام الريال لعام 1977.
70 ألف متفرج صفقوا على المولودية في البيرنابيو
11 سنة بعد دورة وهران الدولية، و كرد للجميل دعى نادي ريال مدريد مولودية الجزائر للعب دورة ودية استعراضية في ملعب سانتياغو برنابيو إلى جانب المنتخب الأرجنتيني و الإيراني بمناسبة الإحتفال بعيد الميلاد الـ75 للنادي الملكي، فتنقلت التشكيلة العاصمية إلى مدريد لتواجه الميرانغي يوم 21 مارس 1977 في جو بارد دفئه الحضور الجماهيري الغفير الذي قدر بأكثر من 70 ألف متفرج من عشاق الريال، انطلقت المباراة بقيادة الحكم أندالوز سانتشيز ريو و كانت أرضية الميدان في أحسن الأحوال مما سمح للفريقين بتقديم عروض جميلة منذ بداية المباراة مع تفوق رفقاء يانسن و دخولهم في اللقاء بقوة حتى افتتحوا باب التسجيل في الدقيقة 14 بواسطة اللاعب الألماني بول برايتنر، صمد حارس المولودية أيت موهوب أمام الحملات المدريدية رغم هشاشة الدفاع و الأخطاء الفادحة في منطقة العمليات لكنه لم يمنع دخول تسديدة أغويلار الشباك في الدقيقة 42 لينتهي الشوط الأول بتفوق الريال 2-0 حيث دخل أشبال زوبا غرف تغيير الملابس قلقين من إمكانية تلقي هزيمة ثقيلة فأحدث المدرب تغييرات و أقحم كل من باشي ، بن شيخ و باشطا مما بعث بروح الفريق من جديد في صفوف المولودية التي أظهرت مستوى راقي على أرضية ميدان سانتياغو بيرنابيو و فرضت سيطرتها على جميع أطوار المرحلة الثانية لتتوج مجهوادتها في الدقيقة 76 بهدف أقل ما يقال عنه أنه رائع من إمضاء باشطا بعد تلقيه كرة على طبق من دراوي، مباشرة بعد الهدف تعالت الهتافات و التصفيقات في الملعب حيث هتف الـ70 ألف متفرج بـ( أوولي .. أوولي .. أرخيليا )، تواصل ضغط المولودية وكادت تعدل في عدة مناسبات بواسطة بطروني و بن شيخ لكن الحظ لم يحالفهم، قدم النادي العاصمي لقاءا أسطوريا بشهادة الجميع، و بعدها بيومين تعادلت المولودية أمام المنتخب الإيراني 1-1 في اللقاء الترتيبي باعتبار أن إيران انهزمت أمام الأرجنتين في النصف نهائي الاخر، هؤلاء اللاعبين الذين أبهروا الحضور في البرنابيو أعلنوا عن قدوم جيل ذهبي للكرة الجزائرية، ذلك الجيل الذي شرف الجزائر في أول مشاركة لها في كأس العالم.
الخضر أطاحوا بالميرينغي في غياب كاماتشو و دالبوسكي
بعد تأهل المنتخب الوطني الجزائري لكأس العالم 1982 التي أقيمت بإسبانيا و عرفت تألق الخضر عندما قهروا ألمانيا و فازوا على الشيلي مظهرين مستوى عالمي راقي في اللعب، حيث دفعوا بألمانيا إلى الغش كي تتأهل بصعوبة بعد تدبير نتيجة المباراة أمام النمسا، و بسبب تلك الحادثة التي حرمت الجزائر من المرور إلى الدور الثاني من كأس العالم في أول مشاركة لها، غيرت الفيفا القوانين لتلعب اخر مباريات المجموعة في نفس التوقيت لتجنب التلاعبات و الغش، الكثير من متتبعي الشأن الكروي بالجزائر اعتبروا ذلك الإنتصار على ألمانيا مفاجئة كبيرة و البعض يربطونه بالحظ لكن في الواقع لو نطلع على التحضيرات التي قام بها الخضر قبل الذهاب لإسبانيا و نشاهد ذلك المردود الذي قدموه أمام عدة منتخبات قوية و أندية عالمية مرموقة لن نتعجب من الإنجاز التاريخي في ملحمة خيخون، و من بين تلك اللقاءات التي نظمت تحضيرا لمونديال 82 نذكر مباراة الجزائر - ريال مدريد التي أقيمت في ملعب 5 جويلية و عرفت حضورا جماهيريا ضخما، كون الريال أعرق النوادي في القارة العجوز فالبرغم من سيطرت البارصا في تلك الفترة إلا أن الميرانغي كانت لهم كلمتهم في إسبانيا و أوروبا، تنقل فريق ريال مدريد إلى الجزائر العاصمة بأرمادة من اللاعبين مع غياب كماتشو و كاليخو بسبب الإصابة و فيتشانتي دالبوسكي الذي استدعي للمنتخب الإسباني، لعبت المباراة يوم السبت الفاتح من ماي 1982 بقيادة الحكم الإيطالي بيتشيريني، كانت المباراة صعبة في بدايتها خاصة مع الضغط الكبير الذي فرضه الجمهور الحاضر على التشكيلتين رغم أن المباراة ودية و تخضيرية، عرف الشوط الأول تكافىء في اللعب إلى حد ما مع نذرة الفرص، أما في الشوط الثاني دخل لاعبوا الريال بفكرة واحدة وهي تسجيل الأهداف في مرمى سرباح الذي تلقى الهدف الأول في الدقيقة الـ50 من طرف المهاجم بينيدا إثر ركنية منفذة بإحكام، توالت هجمات سانتيانا و كاسيلان على دفاعات الخضر لكن الصمود كان كبيرا، و عرفت نهاية المباراة إنقلابا حقيقيا حيث تمكن رابح ماجر من تعديل النتيجة بتسديدة قوية خارج منطقة الـ18 في الدقيقة الـ80 ثم بويش بقذفة مماثلة سجل هدف الفوز للجزائر 3 دقائق بعد ذلك، وسط فرحة كبيرة للجماهير و اللاعبين بذلك الفوز المعنوي الذي من شأنه زيادة الثقة بالنفس لأشبال خالف محي الدين عشية المونديال.
البطاقة الفنية للقاء :
المنتخب الجزائري - ريال مدريد
الإطار : لقاء ودي تحضيري
التاريخ : السبت 1 ماي 1982
المكان : ملعب 5 جويلية - الجزائر العاصمة
عدد المتفرجين : 90 ألف
الأحوال الجوية : يوم حار و مشمس
الحكم : بتشيريني ( إيطاليا )
الأهداف : بينيدا الدقيقة 50 ( ريال مدريد ) ، ماجر الدقيقة 80 و بويش الدقيقة 83 ( المنتخب الجزائري )
تشكيلة المنتخب الجزائري :
سرباح، قندوز، جداوي، قوريشي، مرزقان، منصوري، عصاد ( قاسي سعيد )، بلومي، جمال زيدان، بويش، ماجر.
تشكيلة ريال مدريد :
أغوستين ( ميغال أنجل )، سان خوسي، غارسيا كورتاس، سابيدو ( فريلي )، غارسيا نافاخاس، غارسيا هيرنانداز، أنجل، كارسيلان ( برتغال )، إيتو ( إيزيدرو )، سانتيانا، بينيدا.
بعد كل ما قدمته الكرة الجزائرية في الثمانينات و المونديالين المتتالين تراجع مستواها بشكل كارثي مباشرة بعد التتويج القاري عام 1990 لتعيش سنين الجمر مثلما عاشها الشعب الجزائري ان ذاك، ولم يعد لها الأمل إلا مؤخرا بفضل جيل جديد يختلف كثيرا عن جيل الثمانينات.
باجيو العرب كاد أن يتقمص ألوان النادي الملكي
في الوقت الذي كانت الكرة الجزائرية في بداية الطريق لاسترجاع بريقها و استعادة مكانتها قاريا و إفريقيا حيث تجلى ذلك في التحسن الطفيف الذي عرفته البطولة الجزائرية و بروز أنديتها خاصة نادي وفاق سطيف الذي فرض سيطرته وطنيا و عربيا، وبروز النادي يعني تألق لاعبيه، و لاعبوا الوفاق المتألقين كثر لكن من بينهم سطع نجم باجيو العرب ألا وهو لزهر حاج عيسى الذي قدم عروضا كروية متميزة أظهر فيها قدرته على التحكم في الكرة، المراوغة الفنية، السرعة، قراءة اللعب و صنع الأهداف، في مركز وسط ميدان هجومي أو رقم عشرة يحسن اللعب على الأطراف و له حس تهديفي فريد من نوعه بالإضافة لتمريراته الدقيقة، كل هذا جلب انتباه العديد من كشافة اللاعبين الأجانب و مناجيرة الأندية الأوروبية و الخليجية، حيث تلقى الحاج عيسى عدة عروض من أندية خليجية كبيرة و أندية أوروبية متوسطة لكن ما لم يكن في الحسبان هو ما حدث ظهيرة يوم الإثنين 22 ماي 2006 عندما وصل فاكس لإدارة الوفاق ببومرشي من طرف نادي ريال مدريد ممضي من طرف ( إيميليو بوتراغوينو ) نائب رئيس النادي الملكي فلورانتينو بيراز حينها، طالبا معلومات عن اللاعب الجزائري حاج عيسى كما سأل عن إمكانية حضوره لمدريد كي يتدرب مع الفريق الثاني ( ريال مدريد كاستيا ) الذي كان ينشط في الدرجة الثانية الإسبانية مدة أسبوع في مركب فالدابيباس بهدف معاينته عن كثب لضمه إلى النادي، حسب الصحافة الإسبانية و تحديدا جريدة أس فإن زين الدين زيدان هو من نصح مسييري الريال بمعاينة اللاعب الدولي الجزائري حاج عيسى و تكوينه في الفريق الثاني حتى يتأقلم و يصبح جاهزا لتمثيل الفريق الأول كونه قادر على تطوير مستواه بسرعة.
إستقالة فلورانتينو بيراز حالت دون انتقال الحاج عيسى
جاءت موافقة سرار على انتقال لاعبه الذي لم يصدق أن نادي مثل الريال يهتم به، ليحضر الحاج عيسى نفسه لمغامرة أوروبية كان من شأنها أن تغير مجرى مشواره الكروي، لكن ما حدث في البيت الأبيض أخلط كل الحسابات بسبب استقالة الرئيس فلوراتينو بيراز يوم 27 فيفري 2006 ( أي 5 أيام بعد طلب المعاينة ) و خلافته مؤقتا بـ فرناندو مارتن ألفاريز الذي لم يكن مكلفا بجلب أي لاعب و ترك كل تعاملات الريال معلقة حتى انتخب راموان كالديرون رئيسا في شهر جويلية و لم يبدي أي اهتمام لقضية الحاج عيسى فضاعت فرصة من ذهب لأفضل لاعب شاب في البطولة الجزائرية عام 2006 ليلتحق بنادي القرن العشرين الذي يحظى بحب الكثير من متتبعي كرة القدم الجزائررين.
ريال مدريد يعترف بالقاعدة الجماهيرية في الجزائر
يقوم الموقع الرسمي لنادي ريال مدريد عبر شبكة الأنترنت بمشروع ( كوكب ريال مدريد ) أي مشروع إثبات أن النادي الملكي يضم أكبر قاعدة جماهرية له في العالم، و قد وضع في الموقع عنوان بريدي لاستقبال رسائل و صور الأنصار من كل بقاع المعمورة، ففي العام الماضي تحديدا يوم 26 مارس 2008 نشر الموقع الرسمي للريال صورة لشاب جزائري إسمه رفيق بوشية ( 24 سنة ) مع صديقه بقمصان ريال مدريد في مدينة وهران، حيث أشاد الموقع بمراسلة الشاب الجزائري و اعتبره كعينة من مئات الألاف من الجزائريين الذين يعشقون الميرانغي ويتابعون كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالقلعة البيضاء، و أضاف نفس الموقع أن عشاق الريال من القارة السمراء يتمركزون في الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط.
جزائري لعب للميرينغي في الخمسينات ... ؟
من خلال بحثنا في الأرشيف لم نجد أي دليل ملموس أو وثيقة تبين أن المرحوم العمري بوحملية لعب في صفوف ريال مدريد ما بين 1953 و1957، لكن حسب عدة شهادات فإنه كان يعيش في فرنسا قبل أن ينتقل لإسبانيا وهناك بعض المعلومات الغير مؤكدة بأن العمري بوحميلة قد تقمص ألوان نادي سالامونكا ثم ريال مدريد، وقد أكد لنا محمد بوحميلة إبن مدينة عين ولمان أن والده لعب للريال حسب ما قال له هذا الأخير، وهناك اتصالات جارية مع أحد أصدقاء المرحوم الذي قد تكون بحوزته بعض الوثائق والصور التي تثبت أن بوحميلة لعب لصالح الريال لنؤكد أن أول عربي وإفريقي لعب للنادي الملكي هو جزائري، يجدر بنا الذكر أن العمري توفي عام 2001.
أعلام الجزائر حاضرة في أغلب لقاءات النادي الملكي
ومما يبين العلاقة الوطيدة التي تربط نادي القرن ريال مدريد وبالجماهير الجزائرية، هو تواجد الأعلام الجزائرية بمختلف الأحجام بصفة منتظمة تقريبا في كل لقاءات النادي الملكي، حيث لا يكاد يخلو ملعب من ملاعب العالم في إسبانيا أو في أوروبا أو في أي بقعة من بقاع العالم من صور الأعلام الجزائرية اليت ترفرف وتخفق معها قلوب الجزائريين الذين يحملونها تشجيعا وحبا للنادي الأعظم في القرن الماضي، حتى أنه وفي مرة من المرات عندما للعب الريال أمام نومانثيا في موسم 2004-2005 شاهد متابعو قناة الجزيرة الرياضية العلم الجزائرية العملاق والفريد من نوعه في أعلى مدرجات ملعب نومانثيا، وهو ما لفت انتباه المخرج الذي تعمد التركيز عليه وعلى الأشخاص الذين يحملونه، ولسان حاله يتعجب من حرارة المشجع الجزائري الذي يتبع ناديه المفضل إلي أي مكان يلعب فيه.
أوزيل خضيرة وشاهين يزيدون من تعلق الجزائريين بالريال...
ومما لوحظ في الأعوام القليلة الماضية هو تراجع شعبية ريال مدريد أمام الغريم برشلونة في الجزائر وسط الجماهير الجزائرية، وذلك بسبب تألق هذا الأخير، إلا أنه ومع تعاقد النادي الملكي مع أكثر من لاعب مسلم اتضح أن الامر بدأ في الاختفاء، حيث ارتفعت شعبية ريال مدريد في الجزائر مرة أخرى إلى سقف لا يصدق، وهو ما يعزى إلى التعاقدات المميزة للنادي مع اللاعبين المسلمين كالتركي الأصل مسعود أوزيل والتونسي الأصل سامي خضيرة اللذان أبهرا بقدراتهما الجماهير الجزائرية خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010، وها هو الدور يأتي الآن على لاعب تركي آخر لا أصلا فقط بل حتى أنه يلعب للمنتخب التركي، ويتعلق الأمر بلاعب بوريسيا دورتموند السابق ونجم الريال الجديد نوري شاهين، الذي تعشقه الجماهير الجزائرية مذ كان في ألمانيا، خاصة مناصرو اتحاد الحراش الذين سيناصرون الريال من أجل نجمهم المحبب .
وبن زيمة يوثق العلاقة ويستقبل بموسيقى الراي في البرنابيو
ورغم أن كلا من أوزيل وخضيرة زادا من تشبث وعشق الجماهير الجزائرية لريال مدريد، إلا أن لاعب ليون السابق الجزائري الأصول كريم بن زيمة سطر عهدا جديدا في تاريخ العلاقات بين النادي العملاق وبلد المليون والنصف مليون شهيد، وحتى إداريو الريال كانوا يعلمون أن اللاعب من أصول جزائرية، وأنه يفتخر بذلك، وعليه فقد فاجئوه يوم استقباله على ملعب البيرنابيو بموسيقى الراي للمغني الشاب خالد، وهو ما يعكس احترام ريال مدريد الكبير لأصول بن زيمة رغم أنه لاعب دولي في صفوف المنتخب الفرنسي، ويرجع ذلك ربما إلى الأثر الكبير الذي تركه الأسطورة الفرنسية ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان لدى جماهير ومحبي الميرينغي، بافتخاره الكبير ببلده الأم الجزائر، وزياراته المتكررة مسقط رأس والديه.
إعداد : الهداف الدولي
من المؤكد أن الجمهور الجزائري و خاصة متتبعي كرة القدم يعرفون نادي ريال مدريد ( بالإسبانية : Madrid Club de Fútbol ( Real( نادي مدريد الملكي لكرة القدم )
هو فريق كرة قدم إسباني محترف يقع في العاصمة الإسبانية مدريد، تأسس عام 1902 و ينشط في الدوري الإسباني ( لا ليغا )، تم اختياره كأنجح فريق كرة قدم في القرن العشرين، وقد فاز بالدوري الإسباني 31 مرة (رقم قياسي)، و 17 مرة بكأس ملك إسبانيا ورقم قياسي بـ9 بطولات في دوري أبطال أوروبا ، كان ريال مدريد أحد الأعضاء المؤسسين للإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في 21 ماي 1904 وهو أيضا أحد أعضاء G-14 للأندية القيادية في أوروبا، رابطة الأندية الأوروبية حاليا...
يحتضن ملعب سانتياغو برنابيو الواقع في العاصمة الإسبانية مدريد جميع مبارايات الريال الرسمية في حالة الإستقبال ،و يختلف النادي الملكي عن العديد من الأندية في العالم ، كونه ملك لأعضاء النادي ( الصوسيوس) (socios) الذين يسيرون أمور النادي باختيار رئيس ينوبهم في تسيير شؤون البيت الأبيض. في 23 ديسمبر 2000 ، اختارت الفيفا الفريق الإسباني ليكون "أفضل نادي في القرن العشرين". ويعتبر ريال مدريد أكبر نادي من حيث القاعدة الجماهيرية وذلك حسب دراسة لأحد أعرق الجامعات العالمية ( هارفارد 2007 ) و هو أغنى نادي في العالم حسب الميزانية السنوية.
زيدان أثبت قدرات اللاعب الجزائري
لكن ما يجهله معظم الجزائريين هو العلاقة التي تربط الريال بالجزائر، بطبيعة الحال ستتوجه أذهان القراء إلى اللاعب السابق للريال و المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان ذو الأصول الجزائرية الذي صنع أفراح الميرانغي طيلة 5 مواسم حصد فيها عدة ألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا في موسم 2001-2002 حيث كان له الفضل في التتويج القاري للنادي الملكي عندما أمضى أجمل هدف في تاريخ المنافسة أمام بايرن ليفركوزن في النهائي ليصنف كأفضل هدف سجله لاعب ريال مدريد لكل الأوقات، ويفتخر أنصار الفريق بزيدان كأحد أساطير النادي إلى جانب المجري بوشكاش و الأرجنتيني ديستيفانو، كما أنهم على دراية بأصوله الجزائرية و علاقته بموطنه الأصلي خاصة بعد الزيارة الرسمية التي قام بها للجزائر و المساعدات المادية عن طريق الجمعيات الخيرية.
الريال لأول مرة في الجزائر عام 1966
في الحقيقة بدأت قصة الجزائر مع الريال 6 سنوات قبل ولادة زين الدين زيدان و تحديدا في عام 1966 عندما استضافت مدينة وهران دورة كروية دولية في إطار ودي في شهر مارس، شاركت فيها 4 فرق، فبالإضافة للمنتخب الوطني الجزائري استدعي كل من النادي الملكي للعاصمة الإسبانية مدريد و أف سي نونت الفرنسي و فاسكو دي غاما البرازيلي، عرفت الدورة منافسة كبيرة بين الفرق المشاركة و تمتعت الجماهير بعروض كروية راقية خاصة تلك التي قدمها فاسكو دا غاما بفضل فنيات لاعبيه و ريال مدريد أيضا أبهر الحضور بالطريقة التي كان يلعب بها رفقاء ( فرانتشيسكو خانتو ) اللاعب الأسطورة في تاريخ القلعة البيضاء، و توج النادي الملكي بلقب الدورة بعد تغلبه على نانت الفرنسي في اللقاء النهائي بهدف وحيد.
لكنه لم يواجه الخضر
لم تتاح الفرصة للمنتخب الجزائري أن يواجه عمالقة أوروبا في تلك الدورة بسبب الإقصاء في المباراة النصف النهائية أمام نادي نانت الفرنسي 0-2 يوم 30 مارس، بينما تأهل الميرانغي بصعوبة في نفس اليوم على حساب فاسكو دا غاما 1-0 ليلاقي نانت في النهائي وتكتفي الجزائر بالإنهزام في اللقاء الترتيبي أمام فاسكو في 31 مارس 1966 و تتأجل أول مواجهة جزائرية أمام الريال لعام 1977.
70 ألف متفرج صفقوا على المولودية في البيرنابيو
11 سنة بعد دورة وهران الدولية، و كرد للجميل دعى نادي ريال مدريد مولودية الجزائر للعب دورة ودية استعراضية في ملعب سانتياغو برنابيو إلى جانب المنتخب الأرجنتيني و الإيراني بمناسبة الإحتفال بعيد الميلاد الـ75 للنادي الملكي، فتنقلت التشكيلة العاصمية إلى مدريد لتواجه الميرانغي يوم 21 مارس 1977 في جو بارد دفئه الحضور الجماهيري الغفير الذي قدر بأكثر من 70 ألف متفرج من عشاق الريال، انطلقت المباراة بقيادة الحكم أندالوز سانتشيز ريو و كانت أرضية الميدان في أحسن الأحوال مما سمح للفريقين بتقديم عروض جميلة منذ بداية المباراة مع تفوق رفقاء يانسن و دخولهم في اللقاء بقوة حتى افتتحوا باب التسجيل في الدقيقة 14 بواسطة اللاعب الألماني بول برايتنر، صمد حارس المولودية أيت موهوب أمام الحملات المدريدية رغم هشاشة الدفاع و الأخطاء الفادحة في منطقة العمليات لكنه لم يمنع دخول تسديدة أغويلار الشباك في الدقيقة 42 لينتهي الشوط الأول بتفوق الريال 2-0 حيث دخل أشبال زوبا غرف تغيير الملابس قلقين من إمكانية تلقي هزيمة ثقيلة فأحدث المدرب تغييرات و أقحم كل من باشي ، بن شيخ و باشطا مما بعث بروح الفريق من جديد في صفوف المولودية التي أظهرت مستوى راقي على أرضية ميدان سانتياغو بيرنابيو و فرضت سيطرتها على جميع أطوار المرحلة الثانية لتتوج مجهوادتها في الدقيقة 76 بهدف أقل ما يقال عنه أنه رائع من إمضاء باشطا بعد تلقيه كرة على طبق من دراوي، مباشرة بعد الهدف تعالت الهتافات و التصفيقات في الملعب حيث هتف الـ70 ألف متفرج بـ( أوولي .. أوولي .. أرخيليا )، تواصل ضغط المولودية وكادت تعدل في عدة مناسبات بواسطة بطروني و بن شيخ لكن الحظ لم يحالفهم، قدم النادي العاصمي لقاءا أسطوريا بشهادة الجميع، و بعدها بيومين تعادلت المولودية أمام المنتخب الإيراني 1-1 في اللقاء الترتيبي باعتبار أن إيران انهزمت أمام الأرجنتين في النصف نهائي الاخر، هؤلاء اللاعبين الذين أبهروا الحضور في البرنابيو أعلنوا عن قدوم جيل ذهبي للكرة الجزائرية، ذلك الجيل الذي شرف الجزائر في أول مشاركة لها في كأس العالم.
الخضر أطاحوا بالميرينغي في غياب كاماتشو و دالبوسكي
بعد تأهل المنتخب الوطني الجزائري لكأس العالم 1982 التي أقيمت بإسبانيا و عرفت تألق الخضر عندما قهروا ألمانيا و فازوا على الشيلي مظهرين مستوى عالمي راقي في اللعب، حيث دفعوا بألمانيا إلى الغش كي تتأهل بصعوبة بعد تدبير نتيجة المباراة أمام النمسا، و بسبب تلك الحادثة التي حرمت الجزائر من المرور إلى الدور الثاني من كأس العالم في أول مشاركة لها، غيرت الفيفا القوانين لتلعب اخر مباريات المجموعة في نفس التوقيت لتجنب التلاعبات و الغش، الكثير من متتبعي الشأن الكروي بالجزائر اعتبروا ذلك الإنتصار على ألمانيا مفاجئة كبيرة و البعض يربطونه بالحظ لكن في الواقع لو نطلع على التحضيرات التي قام بها الخضر قبل الذهاب لإسبانيا و نشاهد ذلك المردود الذي قدموه أمام عدة منتخبات قوية و أندية عالمية مرموقة لن نتعجب من الإنجاز التاريخي في ملحمة خيخون، و من بين تلك اللقاءات التي نظمت تحضيرا لمونديال 82 نذكر مباراة الجزائر - ريال مدريد التي أقيمت في ملعب 5 جويلية و عرفت حضورا جماهيريا ضخما، كون الريال أعرق النوادي في القارة العجوز فالبرغم من سيطرت البارصا في تلك الفترة إلا أن الميرانغي كانت لهم كلمتهم في إسبانيا و أوروبا، تنقل فريق ريال مدريد إلى الجزائر العاصمة بأرمادة من اللاعبين مع غياب كماتشو و كاليخو بسبب الإصابة و فيتشانتي دالبوسكي الذي استدعي للمنتخب الإسباني، لعبت المباراة يوم السبت الفاتح من ماي 1982 بقيادة الحكم الإيطالي بيتشيريني، كانت المباراة صعبة في بدايتها خاصة مع الضغط الكبير الذي فرضه الجمهور الحاضر على التشكيلتين رغم أن المباراة ودية و تخضيرية، عرف الشوط الأول تكافىء في اللعب إلى حد ما مع نذرة الفرص، أما في الشوط الثاني دخل لاعبوا الريال بفكرة واحدة وهي تسجيل الأهداف في مرمى سرباح الذي تلقى الهدف الأول في الدقيقة الـ50 من طرف المهاجم بينيدا إثر ركنية منفذة بإحكام، توالت هجمات سانتيانا و كاسيلان على دفاعات الخضر لكن الصمود كان كبيرا، و عرفت نهاية المباراة إنقلابا حقيقيا حيث تمكن رابح ماجر من تعديل النتيجة بتسديدة قوية خارج منطقة الـ18 في الدقيقة الـ80 ثم بويش بقذفة مماثلة سجل هدف الفوز للجزائر 3 دقائق بعد ذلك، وسط فرحة كبيرة للجماهير و اللاعبين بذلك الفوز المعنوي الذي من شأنه زيادة الثقة بالنفس لأشبال خالف محي الدين عشية المونديال.
البطاقة الفنية للقاء :
المنتخب الجزائري - ريال مدريد
الإطار : لقاء ودي تحضيري
التاريخ : السبت 1 ماي 1982
المكان : ملعب 5 جويلية - الجزائر العاصمة
عدد المتفرجين : 90 ألف
الأحوال الجوية : يوم حار و مشمس
الحكم : بتشيريني ( إيطاليا )
الأهداف : بينيدا الدقيقة 50 ( ريال مدريد ) ، ماجر الدقيقة 80 و بويش الدقيقة 83 ( المنتخب الجزائري )
تشكيلة المنتخب الجزائري :
سرباح، قندوز، جداوي، قوريشي، مرزقان، منصوري، عصاد ( قاسي سعيد )، بلومي، جمال زيدان، بويش، ماجر.
تشكيلة ريال مدريد :
أغوستين ( ميغال أنجل )، سان خوسي، غارسيا كورتاس، سابيدو ( فريلي )، غارسيا نافاخاس، غارسيا هيرنانداز، أنجل، كارسيلان ( برتغال )، إيتو ( إيزيدرو )، سانتيانا، بينيدا.
بعد كل ما قدمته الكرة الجزائرية في الثمانينات و المونديالين المتتالين تراجع مستواها بشكل كارثي مباشرة بعد التتويج القاري عام 1990 لتعيش سنين الجمر مثلما عاشها الشعب الجزائري ان ذاك، ولم يعد لها الأمل إلا مؤخرا بفضل جيل جديد يختلف كثيرا عن جيل الثمانينات.
باجيو العرب كاد أن يتقمص ألوان النادي الملكي
في الوقت الذي كانت الكرة الجزائرية في بداية الطريق لاسترجاع بريقها و استعادة مكانتها قاريا و إفريقيا حيث تجلى ذلك في التحسن الطفيف الذي عرفته البطولة الجزائرية و بروز أنديتها خاصة نادي وفاق سطيف الذي فرض سيطرته وطنيا و عربيا، وبروز النادي يعني تألق لاعبيه، و لاعبوا الوفاق المتألقين كثر لكن من بينهم سطع نجم باجيو العرب ألا وهو لزهر حاج عيسى الذي قدم عروضا كروية متميزة أظهر فيها قدرته على التحكم في الكرة، المراوغة الفنية، السرعة، قراءة اللعب و صنع الأهداف، في مركز وسط ميدان هجومي أو رقم عشرة يحسن اللعب على الأطراف و له حس تهديفي فريد من نوعه بالإضافة لتمريراته الدقيقة، كل هذا جلب انتباه العديد من كشافة اللاعبين الأجانب و مناجيرة الأندية الأوروبية و الخليجية، حيث تلقى الحاج عيسى عدة عروض من أندية خليجية كبيرة و أندية أوروبية متوسطة لكن ما لم يكن في الحسبان هو ما حدث ظهيرة يوم الإثنين 22 ماي 2006 عندما وصل فاكس لإدارة الوفاق ببومرشي من طرف نادي ريال مدريد ممضي من طرف ( إيميليو بوتراغوينو ) نائب رئيس النادي الملكي فلورانتينو بيراز حينها، طالبا معلومات عن اللاعب الجزائري حاج عيسى كما سأل عن إمكانية حضوره لمدريد كي يتدرب مع الفريق الثاني ( ريال مدريد كاستيا ) الذي كان ينشط في الدرجة الثانية الإسبانية مدة أسبوع في مركب فالدابيباس بهدف معاينته عن كثب لضمه إلى النادي، حسب الصحافة الإسبانية و تحديدا جريدة أس فإن زين الدين زيدان هو من نصح مسييري الريال بمعاينة اللاعب الدولي الجزائري حاج عيسى و تكوينه في الفريق الثاني حتى يتأقلم و يصبح جاهزا لتمثيل الفريق الأول كونه قادر على تطوير مستواه بسرعة.
إستقالة فلورانتينو بيراز حالت دون انتقال الحاج عيسى
جاءت موافقة سرار على انتقال لاعبه الذي لم يصدق أن نادي مثل الريال يهتم به، ليحضر الحاج عيسى نفسه لمغامرة أوروبية كان من شأنها أن تغير مجرى مشواره الكروي، لكن ما حدث في البيت الأبيض أخلط كل الحسابات بسبب استقالة الرئيس فلوراتينو بيراز يوم 27 فيفري 2006 ( أي 5 أيام بعد طلب المعاينة ) و خلافته مؤقتا بـ فرناندو مارتن ألفاريز الذي لم يكن مكلفا بجلب أي لاعب و ترك كل تعاملات الريال معلقة حتى انتخب راموان كالديرون رئيسا في شهر جويلية و لم يبدي أي اهتمام لقضية الحاج عيسى فضاعت فرصة من ذهب لأفضل لاعب شاب في البطولة الجزائرية عام 2006 ليلتحق بنادي القرن العشرين الذي يحظى بحب الكثير من متتبعي كرة القدم الجزائررين.
ريال مدريد يعترف بالقاعدة الجماهيرية في الجزائر
يقوم الموقع الرسمي لنادي ريال مدريد عبر شبكة الأنترنت بمشروع ( كوكب ريال مدريد ) أي مشروع إثبات أن النادي الملكي يضم أكبر قاعدة جماهرية له في العالم، و قد وضع في الموقع عنوان بريدي لاستقبال رسائل و صور الأنصار من كل بقاع المعمورة، ففي العام الماضي تحديدا يوم 26 مارس 2008 نشر الموقع الرسمي للريال صورة لشاب جزائري إسمه رفيق بوشية ( 24 سنة ) مع صديقه بقمصان ريال مدريد في مدينة وهران، حيث أشاد الموقع بمراسلة الشاب الجزائري و اعتبره كعينة من مئات الألاف من الجزائريين الذين يعشقون الميرانغي ويتابعون كل صغيرة و كبيرة تتعلق بالقلعة البيضاء، و أضاف نفس الموقع أن عشاق الريال من القارة السمراء يتمركزون في الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط.
جزائري لعب للميرينغي في الخمسينات ... ؟
من خلال بحثنا في الأرشيف لم نجد أي دليل ملموس أو وثيقة تبين أن المرحوم العمري بوحملية لعب في صفوف ريال مدريد ما بين 1953 و1957، لكن حسب عدة شهادات فإنه كان يعيش في فرنسا قبل أن ينتقل لإسبانيا وهناك بعض المعلومات الغير مؤكدة بأن العمري بوحميلة قد تقمص ألوان نادي سالامونكا ثم ريال مدريد، وقد أكد لنا محمد بوحميلة إبن مدينة عين ولمان أن والده لعب للريال حسب ما قال له هذا الأخير، وهناك اتصالات جارية مع أحد أصدقاء المرحوم الذي قد تكون بحوزته بعض الوثائق والصور التي تثبت أن بوحميلة لعب لصالح الريال لنؤكد أن أول عربي وإفريقي لعب للنادي الملكي هو جزائري، يجدر بنا الذكر أن العمري توفي عام 2001.
أعلام الجزائر حاضرة في أغلب لقاءات النادي الملكي
ومما يبين العلاقة الوطيدة التي تربط نادي القرن ريال مدريد وبالجماهير الجزائرية، هو تواجد الأعلام الجزائرية بمختلف الأحجام بصفة منتظمة تقريبا في كل لقاءات النادي الملكي، حيث لا يكاد يخلو ملعب من ملاعب العالم في إسبانيا أو في أوروبا أو في أي بقعة من بقاع العالم من صور الأعلام الجزائرية اليت ترفرف وتخفق معها قلوب الجزائريين الذين يحملونها تشجيعا وحبا للنادي الأعظم في القرن الماضي، حتى أنه وفي مرة من المرات عندما للعب الريال أمام نومانثيا في موسم 2004-2005 شاهد متابعو قناة الجزيرة الرياضية العلم الجزائرية العملاق والفريد من نوعه في أعلى مدرجات ملعب نومانثيا، وهو ما لفت انتباه المخرج الذي تعمد التركيز عليه وعلى الأشخاص الذين يحملونه، ولسان حاله يتعجب من حرارة المشجع الجزائري الذي يتبع ناديه المفضل إلي أي مكان يلعب فيه.
أوزيل خضيرة وشاهين يزيدون من تعلق الجزائريين بالريال...
ومما لوحظ في الأعوام القليلة الماضية هو تراجع شعبية ريال مدريد أمام الغريم برشلونة في الجزائر وسط الجماهير الجزائرية، وذلك بسبب تألق هذا الأخير، إلا أنه ومع تعاقد النادي الملكي مع أكثر من لاعب مسلم اتضح أن الامر بدأ في الاختفاء، حيث ارتفعت شعبية ريال مدريد في الجزائر مرة أخرى إلى سقف لا يصدق، وهو ما يعزى إلى التعاقدات المميزة للنادي مع اللاعبين المسلمين كالتركي الأصل مسعود أوزيل والتونسي الأصل سامي خضيرة اللذان أبهرا بقدراتهما الجماهير الجزائرية خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010، وها هو الدور يأتي الآن على لاعب تركي آخر لا أصلا فقط بل حتى أنه يلعب للمنتخب التركي، ويتعلق الأمر بلاعب بوريسيا دورتموند السابق ونجم الريال الجديد نوري شاهين، الذي تعشقه الجماهير الجزائرية مذ كان في ألمانيا، خاصة مناصرو اتحاد الحراش الذين سيناصرون الريال من أجل نجمهم المحبب .
وبن زيمة يوثق العلاقة ويستقبل بموسيقى الراي في البرنابيو
ورغم أن كلا من أوزيل وخضيرة زادا من تشبث وعشق الجماهير الجزائرية لريال مدريد، إلا أن لاعب ليون السابق الجزائري الأصول كريم بن زيمة سطر عهدا جديدا في تاريخ العلاقات بين النادي العملاق وبلد المليون والنصف مليون شهيد، وحتى إداريو الريال كانوا يعلمون أن اللاعب من أصول جزائرية، وأنه يفتخر بذلك، وعليه فقد فاجئوه يوم استقباله على ملعب البيرنابيو بموسيقى الراي للمغني الشاب خالد، وهو ما يعكس احترام ريال مدريد الكبير لأصول بن زيمة رغم أنه لاعب دولي في صفوف المنتخب الفرنسي، ويرجع ذلك ربما إلى الأثر الكبير الذي تركه الأسطورة الفرنسية ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان لدى جماهير ومحبي الميرينغي، بافتخاره الكبير ببلده الأم الجزائر، وزياراته المتكررة مسقط رأس والديه.
إعداد : الهداف الدولي