منتدي السحاري

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي السحاري

حد الصحاري

المحبة في الله   ماأجملها  2
شعارنا: نسعي لنتطور.نتطورلنرقي ونسمو إذايجب أن نطمح إنه الطموح    
يقول الأديب والعالم الفيزيائي الدكتور أحمد زكي «ليس ألذ في أحاديث الناس من قصة، وليس أمتع فيما يقرأ الناس من قصة، والعقول قد تخمد من تعب، ويكاد يغلبها النوم، حتى إذا قلت قصة ذهب النوم، واستيقظت العقول، وأرهفت الآذان... وهانحن نختار لكم أروع القصص فأرجوا أن تستمتعوا وتستفيدوا

أهلا وسهلا بك في منتديات السحاري منتدي لكل الأجيال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المحبة في الله ماأجملها

    مصطفى
    مصطفى
    مشرف عام
    مشرف عام


    عدد المساهمات : 388
    نقاط : 16535
    التصويت : 8
    تاريخ التسجيل : 20/10/2010
    العمر : 35
    الموقع : bm1988@yahoo.fr

    المحبة في الله   ماأجملها  Empty المحبة في الله ماأجملها

    مُساهمة من طرف مصطفى الأربعاء 24 أغسطس 2011, 05:52

    قال أحدهم لأخيه في جلسة أخوية :

    أحبك ( آآآآآآآآد ) الدنيا كلها ..

    فاظهر الآخر امتعاضا .. فسأله صاحبه عن سر ذلك ..



    قال :

    كنت أظن أن لي مكانة كبيرة في نفسك ..!!



    قال الآخر :

    سبحان الله .. والله ، والله أن لك مكانة كبيرة في قلبي ..



    قال صاحبه :



    ولكنك تقول أنك تحبني آآد الدنيا ..؟؟

    فهل أنا هين عندك إلى هذه الدرجة ... !!

    فإن الدنيا _ يا صاحبي _ لا تساوي جناح بعوضة !!



    فهتف صاحبه في انبهار :



    دائما أتعلم منك ..! الله أكبر .. يا أخي دعني اقبل راسك

    والله أنك من اعظم نعم الله عليّ ..

    فاحتملني ، فإني ثقيل بطيء الفهم ، قليل التأثر .



    ضحك صاحبه وقال :



    بل أنت حبيب ، قريب متألق ..



    وما أسعدني أن يكون لي أخٌ مثلك

    يفرح بالنصيحة ، ويشكر عليها ، ويطرب للفائدة ويدعو لقائلها ،

    ويهتز للعتاب ويطاطئ راسه اعترافا وقبولا ..

    اين أجد اليوم مثلك ايها الطيب في هذا العالم الذي أصبح كالبحر ؟؟



    حدق صاحبه في وجهه وقدعقدت المفاجأة لسانه ،



    وبقي لحظاات كأنما هو لا يصدق ما تسمع أذناه ..ثم قال :

    وهذه أخرى استفيدها منك ، لقد قلبت الآية ، فجعلتني شيئا وأنا لا شيء ..

    وصورتني نادراً كاللؤلؤ ، مع أن امثالي _ لا كثر الله منهم _ متوفرون كالفحم .

    وإنما بصحبتك أسمو ، وبرفقتك أتباهى ، وبالعيش معك اسعد ..



    هتف صاحبه معجبا : الله ..الله .!!!



    وواصل الآخر حديثه :



    أي والله .. لقد قالوا وصدقوا والله : من جاور السعيد ، يسعد ..

    ولقد رايت ذلك في ذات نفسي ..

    منذ أن صحبتك ، ورافقتك ، وأنا أجد نفسي مغمورا بسعادة نفسية رائعة،

    وراحة وطمأنينة لم اعرفها قبل صحبتي لك ..

    وحين تغيب مني ، وتنقطع عني ،

    احس بشعور غريب وإحساس عجيب ،

    أني تضيق عليّ الأرض ولا تزال تضيق وتضيق وتضيق ...



    وأقول في نفسي جازما :



    تلك علامة أني بعدت عن طريق الله سبحانه ، يوم ابتعدت عن أخي ،

    وحين غاب عني ، غابت من قلبي شوارقه ، ،

    التي لم تكن إلا صدى فيض أنوار قلبه العامر بالإيمان ..



    صاح صاحبه هنا في انفعال تجلى على وجهه :



    حسبك يا أخي .. حسبك يا أخي .. ارفق بي رفق الله بك ،

    لا تكسر عنقي من حيث لا تعلم ..

    مع أني والله الذي لا إله إلا هو :

    لا يزيدني كلامك هذا إلا شكرا لله رب العاالمين ،

    حيث نشر مني المليح ، وستر مني القبيح ،

    فلم يجعل الخلق ترى ألا الطيب المعطر ، بأريج السماء ،

    وأخفى عنهم ما لو رأوه لنفروا مني ، وتواصوا بعدم القرب مني ..



    فلله الحمد رب السماوات والأرض .. لا حول لي ولا قوة إلا به سبحانه ..

    ومن جهة أخرى لا يزيدني إطراؤك هذا إلا محبة لك ، وحرصا عليك ،

    ذلك لأنه يتأكد لي أنك طيب القلب منور السريرة ،

    حيث انك تراني بعيون الصالحين التي لا ترى الا المليح فتذكره وتنشره ،

    وتتعامى عن القبيح وتنساه كأنها لم تره ..



    كما قيل :



    وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ 000 ولكن عين السخطِ تبدي المساويا





    فلله درك أيها الأخ الحبيب ، ولا يسعني إلا أن أقول :



    اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، ولا تؤاخذني بما يقولون ،

    واغفر لي ما لا يعلمون .. اللهم إني أعلم بنفسي منهم ، وأنت اعلم بنفسي مني ،

    وقد اثنوا بما أظهرته لهم ، فلا تفضحني بما سترته عنهم ،

    وكما أكرمتني في دنياي بعدم الفضيحة ،فاسترني في أخراي بجميل سترك يا منان ..



    وإلا فإنني كما قال القائل :



    إلهي لا تعذبني فإني 000 مقر بالذي قد كان مني



    وما لي حيلةٌ إلا رجائي 000 وعفوك إن عفوت وحسن ظني



    وكم من زلة لي في الخطايا 000 وأنتَ عليّ ذو فضلٍ ومنِ



    اذا فكرتُ في ندمي عليها 000 عضضتُ أناملي وقرعتُ سني



    أجنّ بزهرة الدنيا جنونا 000 وأقضي العمرَ فيها بالتمني



    ولو أني صدقت الزهدَ فيها 000 قلبتُ لأهلها ظهرَ المِجنّ



    وبينَ يديّ مٌحتبسٌ طويلٌ 000 كأني قد دُعيتُ له ، كأني



    يظنُ الناسُ بي خيراً وإني 000 لشرُ الناسِ ، إن لم تعفُ عني





    كان صاحبنا يترنم بالأبيات بنبرة خاشعة مؤثرة ،وقد أغمض عينيه كأنما يناجي ربه ، منقطعا عن العالم من حوله ،وبينما كان مسترسلا في مناجاته ، وحروفه تضطرب على بوابة شفتيه ،

    وأخذ يردد البيت الأخير بصوت متهدج ، وقلب محترق ..ما راعه إلا أن يسمع بكاء صاحبه ونشيجه ، ففتح عينيه ليرىدموع صاحبه قد انسابت على خديه فزادت وجهه إشراقا ...

    فصمت وقلبه يغلي بمعاني السماء ..

    صمت لتحلق روحه في هذه الأجواء السماوية الخاشعة التي تحفها الملائكة

    ثم أخذ يتمتم بالدعاء لنفسه ولأخيه وللإسلام والمسلمين تحت كل سماء ..



    وكأنما هتفت الملائكة وهي تتابع هذا المشهد وتحضر هذا الحوار الشجي :

    يا إلهي .. ما أروع الإخوة في الله ، والحب فيه ومن أجله ..!!

    ثم شرعت تدعو لهما وتستغفر لهما ، وتنشغل بهما ..

    حتى إذا قاما وتفرقا سكتت .. !



    حقا ما أعظم الحب في الله أوليس المتحابون في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024, 15:57